شوق العودة والحداثة السلوكية ..

12/04/2010

حطت بي الرحال في مطار الملك عبدالعزيز في جدة يوم الخميس الموافق 25 مارس 2010 قادماً من (المملكة المتحدة – بريطانيا) , وكنت وقتها قد أمضيت ما يزيد على سنة كاملة بعيداً عن الأرض التي احتضنتني 27 سنة ..

لم أشعر في بريطانيا بغربة شديدة , وهذا الأمر له ما يبرره من كثرة السعوديين , بالإضافة إلى أن المكان الذي أسكنه يعج بالسعوديين , ويندر أن أخرج أو أدخل بدون أن أصادف بعض السعوديين أو السعوديات في طريقي , هذا بالإضافة إلى أن الشقق ال 3 المحيطة بي يسكن اثنتين منها سعوديين بعائلاتهم , لذلك ما شعرت بأني بعيد عن (الجنس السعودي) حتى أشتاق له أو أفتقده. المكان الوحيد الذي كنت أعيش فيه بعيداً عن أي سعودي هو (الكلية) التي أدرس فيها كورس لا علاقة له بالماجستير الذي سأبدأه ان شاءالله في سبتمبر القادم , فطوال مدة دراستي في الكلية لا أتذكر أني قابلت أي سعودي اطلاقاً , وكانت هذه ميزة – بالنسبة لي – للاحتكاك أكثر بأبناء البلد بعيداً عن أي تجاذبات فطرية لأبناء البلد الواحد ..

حتى الان أمضيت تقريباً أسبوعين في السعودية , ومنذ أيام عاودني الشوق للرجوع إلى بريطانيا .. حقيقة لا أعلم السر وراء هذا الشوق بالرغم من قصر المدة التي قضيتها هنا لكني أكاد أجزم أني وقعت في فخ (المقارنات الظالمة) بين بريطانيا والسعودية , بعض هذه المقارنات :

1. بالرغم من الغلاء الفاحش في بريطانيا إلا أنني شعرت بأن الأسعار هنا أغلى , وكل سلعة كنت أشتريها كنت أشعر أن وراءها عملية نصب واستغلال كبيرة , بينما لم ينتابني هذا الشعور في بريطانيا اطلاقاً ..

2. لم أر أو أسمع في بريطانيا عن أي حادث سير كلف وفيات أو أرواح بينما في ظرف أسبوع سمعت بأن 4 أشخاص ماتوا في (طريق الهدا) بسبب حوادث سيارات ..

3. طوال السنة التي مكثتها في بريطانيا ما رأيت قط حادث سيارة , بينما رأيت العديد من حوادث السيارات في المدن الثلاث التي زرتها حتى الآن (الطائف – جدة – الرياض) ..

4. لم أتعرض لتأخير أو إلغاء أو أي نوع من أنواع المشاكل في المواصلات العامة (باصات – قطارات – طيران) في بريطانيا بينما صدمت بأول مشكلة ولخبطة فور دخولي لطائرة الخطوط السعودية في مطار هيثرو بلندن , وكانت المشكلة استخراج كروت صعود للطائرة لأكثر من راكب على نفس المقعد 😦

5. بالرغم من قيادتي المحدودة جداً لسيارة بعض الزملاء في بريطانيا إلا أنني ما احتجت لاستعمال المنبه اطلاقاً , بل على كثرة استخدامي للسيارة مع الزملاء أو سيارات الأجرة لم أر من يستخدم منبه السيارة لتحذير أو تنبيه مركبة أخرى , وعلى النقيض استأجرت قبل أسبوع سيارة لسوء الحظ كان المنبه فيها لا يعمل , ولهذا السبب كنت على وشك الوقوع في بعض الحوادث بسبب غفلة أو سوء قيادة بعض السائقين الآخرين ..

6. في بريطانيا في البنوك .. المطارات .. محطات القطار .. الباصات .. الأسواق .. لم أصادف أن تعدى أحد على دوري في الطابور بينما واجهت العديد من المواقف في (البنك الأهلي – بنك الراجحي) لأشخاص ضربوا بالأرقام عرض الحائط ومارسوا التعدي على حقوق الآخرين في النظام والأدوار , بل حتى فلافل “أبو عنتر” في الطائف وجد فيها من لم يكترث بصفوف الطالبين لسندوتشات الفلافل ..

هذه بعض المظاهر التي رأيتها وامتعضت منها حينما تبادرت إلى ذهني الصورة ونقيضها بين السعودية وبريطانيا , وتمنيت حينها لو أن الشعب كله ابتعث لإحدى الدول المتقدمة حتى تتغير لديه الصورة النمطية عن أهمية النظام ودوره في التحضر والتقدم ..

تنبيه أخير :

لست أسوق هذا الكلام افتتاناً بالغرب أو نقمة على واقع كنت أنا في يوم من الأيام أحد مكوناته , لكني آمل أن يكون لنا نصيب من التطور و(الحداثة السلوكية) التي رأيناها في الدول المتقدمة ونحن بأشد الحاجة لها في دولنا ومؤسساتنا ومجتمعاتنا ..

في ذكرى المولد النبوي الشريف .. يا سيدي يا رسول الله

26/02/2010

كلمات كتبتها اليوم في ذكرى مولد الحبيب عليه الصلاة والسلام
أقدم اعتذاري قبلها .. فالبضاعة مزجاة نسأل الله القبول (وعذراً على الضرورات الشعرية الواردة في ثنايا النص) 🙂

أسرج ركابك إن القوم زوار
واشدد رحالك حيث الموعد الدار

إن النجوم التي بانت مطالعها
تنبيك أن لها في الكون أسرار

إلحق بها إنها تمشي على عجل
نحو الديار التي فيها الألى ساروا

ترنو لطيبة في شوق وفي لهف
من حيث شع الهدى للناس أنوار

إلزم مدارجها وادخل على مهل
في روضة مالها حد وأسوار

وارفق بقلبي اذا ناحت نوائحه
للحب في شرعة الأحباب أعذار

لقيا المحبين بعد العهد ملحمة
يحار في وصفها نثر وأشعار

ألا ترى الأرض قبل الغيث مجدبة
وبعده تكتسي ورداً وأزهار

سلم على صاحب القبر الذي كتبت
في يوم مولده للحق أسفار

وقل له : يارسول الله مبلغنا
محبة مالها في الحب أنظار

في يوم مولدك الميمون أعيننا
تهمي بدمع على الخدين مدرار

عهد المحبين أن تبقى محبتهم
مصونة العهد أزمان وأدهار

يا سيدي يا أبا الزهراء يقتلني
شوقي إليك وهل في الشوق إعذار

يا سيدي إن لي في ذكركم شرف
يبقى على سائر الأيام تذكار

أرجو شفاعتكم حتى أنال بها
سقياً بكفك من حوض وأنهار

الجمعة 12 ربيع الأول 1431 هـ
الموافق 25 فبراير 2010

ليدز – المملكة المتحدة

مستشفى عرفان .. حيث يربض فساد

29/12/2009

ربما يتفهم أي انسان مبررات تساق له في أي قضية من قضايا الحياة , لدفع شبهة أو سوء ظن أو خطأ غير مقصود , تسليمنا (ببشريتنا) هو الدافع الأكبر لتقبل الأعذار والمبررات طالما أن الطرف المقابل يتشارك معنا في نفس الصفة (البشرية) , وتفهمنا لأعذاره وتبريراته اعتراف ضمني بأن الخطأ (غير المقصود) أو الجهل أو النسيان هو من مكونات النفس البشرية ..

ربما تختلف المعادلة قليلاً حينما يتعلق الأمر بذات (النفس البشرية) التي جعل الاسلام (الحفاظ عليها) من الكليات والضروريات الخمس , وتتغير المعادلة كلياً حينما يكون الخطأ (مقصود) أو بسبب (اهمال) أو (فساد) يكون ثمنه في نهاية المطاف (نفس بشرية) ..

أن يتكرر نفس الخطأ .. في نفس المكان .. مع ضحية جديدة , هنا لا يبقى في المعادلة (أطراف) بل ينحصر السؤال في طرف واحد كان الثابت (المشؤوم) في كل المعادلات , والمتغير هم الضحايا الذين ساقهم القدر لمكان كان آخر اهتماماته (حياة الانسان) ..

الغريب والمثير للريبة أن يبقى هذا المكان (مشرعاً) لاستقبال ضحايا جدد , يهربون من الموت ليقدم لهم مدسوساً على سرير وثير في شكل (ابرة تخدير) ..

الأكثر غرابة أن هذا كله يحدث في دولة تعتبر في مقاييس الدول (دولة غنية) , وإن كانت الحالات سابقة الذكر قد حدثت في مستشفى خاص , إلا أن الملوم الأكبر في هذا هو “الدولة” التي تسمح لكل هذا أن يحدث دون أن تحرك ساكناً ..

فهي من جهة لا توفر (الرعاية الكافية) لمواطنيها والمقيمين عليها , والتي لو كانت على قدر من (الجودة) لما احتاج الناس للركض في ردهات المستشفيات الخاصة بحثاً عن (العلاج) الذي افتقدوه في المستشفيات الحكومية , إما بسبب رداءة الجودة , أو بسبب نقص الكوادر ..

وهي من جهة أخرى لا تمارس (الدور الرقابي) على هذه المستشفيات والتي غالباً ما يكون هدفها (ربحي) أكثر من أي شيء آخر , معلنة بذلك أن حياة المواطنين ليست بتلك الأهمية التي لابد معها من مراقبة المستشفيات الخاصة , والحرص على اتباعها الاجراءات النظامية في توظيف الكوادر الطبية وتدقيق شهاداتهم والتأكد من مؤهلاتهم ..

ليس في الأمر اعتراض على قدر الله , لكنه اعتراض على (اللامبالاة) التي فاحت رائحتها النتنة من قلوب كان آخر ما تكترث له (حياة انسان) ..

مستشفى (عرفان) بجدة –  والذي لازالت الصحف والمواقع الإخبارية تتحاشى ذكر اسمه والتشهير به بالرغم من الكوارث التي يطالعنا بها بين فترة وأخرى , ولست أعلم أي حقوق أدبية بقيت لهذا المستشفى الذي مارس ولازال قتل الأبرياء على طريقته الخاصة – هو البطل في “مسرحية الموت” التي تدور أحداثها الدراماتيكية في مستشفى ويجسد دور البطولة فيها (طبيب تخدير) مزيف ولا يحمل رخصة لمزاولة المهنة ..

مسرحية الموت 1 (حسن الحارثي) رحمه الله

مسرحية الموت 2 (الدكتور طارق الجهني) رحمه الله

للأسف كانت ردة فعل وزارة الصحة أقل من المأمول باغلاق قسم العمليات في المستشفى المذكور , فبدل معاقبة المستشفى الذي يخترق كل قوانين الرعاية الطبية واغلاقه بالشمع الأحمر , يتم توقيف قسم العمليات وترك بقية الأقسام ليقابل فيها كل مواطن حظه أو بالأصح قدره ..

المشكلة ليست في خطأ من مسؤول التخدير وحسب ..

القضية تشغيل لأشخاص غير نظاميين ولا يملكون مؤهلات وليس لديهم رخص لمزاولة المهنة ..

وأتسائل ..

المستشفى الذي يسمح لمن لا يحمل رخصة لمزاولة المهنة في موقع حساس (طبيب تخدير) هل سيتورع أن يستعمله في ما دون ذلك .. ؟؟؟!!!

لماذا لا نكون دائماً على قدر الحدث .. ؟؟؟

رفقاً بالعقول ..

22/12/2009

ساندوا أخواتنا المسلمات في بريطانيا ..

تجري قناة البي بي سي البريطانية تصويتاً لمنع النقاب والحجاب داخل المدارس البريطانية ..

السؤال يقول “هل يجب منع النقاب والحجاب بالمدارس” يرجى مساندة أخواتنا المسلمات في بريطانيا والتصويت عبر الموقع أدناه عن طريق اختيار “NO” ..

الرجاء نشرها لمن تعرف ..

يطرح موقع الـ BBC تصويتا لمنع النقاب والحجاب في بريطانيا

تكررت هذه الرسالة كثيراً في الأيام الماضية سواء عن طريق ايميلات قروب الأندية السعودية , أو عن طريق بعض قروبات الفيسبوك , والغريب أن البعض يرد ويعلق قبل أن يقرأ محتوى الرسالة أو (تاريخها) ..

أولاً :

هذا الموضوع كان آخر تحديث له في Last Updated: Tuesday, 20 March 2007, 11:39 GMT

يعني قبل سنتين و 9 شهور , واعادة ارسالة بعد كل هذه المدة يشير إلى أن لدينا جينات متأصلة من (السذاجة) بالذات في كل ما يتعلق (بالدين) , وأنا لا أتكلم هنا عن الدوافع , فالدوافع لا أشك أنها نبيلة , لكني أتحدث عن ثقافة (انشر تؤجر) حتى ولو لم نقرأ الموضوع أو نتأكد من تاريخه ..

ربما يقال بأن البعض لا يجيد اللغة الانجليزية , فأقول ولماذا يرسل الانسان ماهو غير متأكد من محتواه ؟؟ ماذا لو كان محتوى الرسالة أمر يخالف عنوانها الأصلي , هل سيكون لمن يرسلها عذر بأنه لا يجيد اللغة الانجليزية أو لا يفهمها ؟؟؟

ثانياً :

هناك تدليس في ترجمة محتوى المقال , فمن يعيد قراءته يتبين له بأن التصويت هو لمنع (غطاء الوجه أو النقاب) وليس الحجاب الشرعي المتعارف عليه في كل الدول , وهو (كشف الوجه) , وهذا في نظري ليس خطأ غير مقصود , بل هو مقصود لذاته من متبني الفكرة ليحشد لها التأييد اللازم , لأن عبارة (منع الحجاب) أكثر اثارة للمشاعر من عبارة (منع النقاب) بكل تأكيد ..

للأسف أن هذا الايميل ينتشر بهذه السرعة حتى بين أناس متعلمين ولديهم أعلى الدرجات , بل ينشرونه ويساعدون في نشره دون أن يكلفوا أنفسهم التأكد من الخبر أو تاريخه , لعل هذا يعيد لنا صوراً كثيرة من استغفال الغرب لنا عبر نشرهم لبعض الخزعبلات والتي يلصقونها بطريقة أو بأخرى بجانب من الدين أو بشيء مما يمس معتقداتنا , وتلقفه البعض دون الالتفات إلى محتواه , أو مناقشته عقلياً لإمكانية وقوعه أو لا ..

هذا (السلوك سابق الذكر) لا يقتصر على ارسال الايميلات أو الأخبار المفبركة فقط , بل هو أمر سبب لدينا نوع من (التبلد العقلي) يؤمن بمذهب “أمروها كما جاءت” , وهذا ما قادنا في النهاية لقبول الكثير من الآراء دون أن تمحص وتنقد ويدور حولها الكثير من النقاش الذي يمثل المسار الطبيعي لأي فكرة أو رأي ..

خلاصة القول أن العقول لازالت بحاجة لثورة تنفض عنها غبار (التقليد والتبعية) , وفي هذا ضمان لبقاء الأفكار (الأصلح) و (الأنفع) , لأنها حينئذ ستخضع للنقد والتمحيص والفلترة قبل أن تثبت وجودها في عالم الأفكار , ويبدأ الناس في الالتفاف حولها وتبنيها , والدعوة إليها ..

بهذه المناسبة أهديكم كتابين للأستاذ وائل عادل المسؤول عن موقع أكاديمية التغيير

زلزال العقول 1

زلزال العقول 2

مشاهدات مغترب (1) : الملحقية السعودية ببريطانيا .. نشاز

05/11/2009

كنت ولازلت مؤمن بأن السفر يغير الكثير في الانسان , ويكسبه الكثير من المعارف الجديدة , ويضيف لرصيده المزيد من الخبرات الناتجة عن احتكاكه بمجتمع مختلف , وبيئة مختلفة , وأناس مختلفين في مرجعياتهم الثقافية والدينية ..

هذه القناعة لا تلبث أحياناً أن تهتز حينما أستمع لقصص بعض الإخوة السعوديين المبتعثين سواء هنا في بريطانيا أو في البلدان الأخرى , أو أشاهد بعيني بعض المظاهر التي تهز هذه القناعة ..

أكبر دليل على هذا (الملحقية الثقافية السعودية بلندن) , وتلك قصة يطول شرحها في تدوينة , وما يعنيني هنا هو ما يتعلق بالموضوع الرئيسي للتدوينة , وهو أن الاحتكاك والاختلاط بين الشعوب أفراداً أو منظمات لابد أن يفرز لنا واقع أفضل , بالذات اذا ما كان المجموع العام هو صاحب التأثير الأقوى على ما هو أقل منه ..

للأسف أننا هنا (كسعوديين) لا نحظ بهذه الميزة , أعني ميزة التأثر الايجابي بالمحيط الذي حولنا , سيما وأن هذا المحيط يزخر بالعديد من العادات الايجابية , والتي في نظري لا تقل أهمية عن التحصيل العلمي. لا أظن أننا مبتعثون هنا فقط لكي ننال شهادات ورقية , بل الابتعاث له أهداف أسمى من ذلك من ضمنها (اكتساب ثقافة المجتمعات المتحضرة) , وغني عن الذكر أنني أقصد الثقافة التي تساهم في تطور ورقي المجتمعات والنهوض بها من وهدة التخلف الذي تعيشه , أعلم أن الوقت مبكر جداً للحكم على بعض الملاحظات والمشاهدات والتي لا تكفي لأن تكون دليلاً على توجه أو نمط معين في التعاطي مع ثقافة البلد , لكنها تبقى في خانة المشاهدات التي أتمنى أن تتطور في الطريق الصحيح حتى نعود للوطن محملين بالشهادات ومثلها معها من الثقافات الايجابية التي نسعى معها للمساهمة في النهوض بالبلد ..

أعود للحديث عن الملحقية الثقافية بلندن , وأكاد لا أجد أياً من الطلاب السعوديين في بريطانيا راض عنها بأي شكل من الأشكال , بل الكل يشتكي ويلوم , والحقيقة أن للجميع الحق في هذا , فأنا ممن تضرروا بشكل أو بآخر من بعض صور البيروقراطية والتخلف الاداري الذي تعاني منه هذه الملحقية ..

الملحقية في لندن تعتبر نشاز في بلد يقدس النظام الاداري , ولديه نظام لأدق التفاصيل الادارية , ويستخدم كل ما تجود به التقنية لمساعدة طالب الخدمة , بينما الملحقية تعج بكل أنواع التخبط الاداري , والبيروقراطية الادارية ضاربة بأطنابها في وسط لندن حيق توجد (الملحقية الثقافية السعودية). أتسائل كما يتسائل غيري :

– أين (العدوى الايجابية) من النظام البريطاني في طريقة التعامل مع المراجعين ؟؟

– أين دور التقنية في تسهيل وتوفير الوقت على الطالب والموظف في معظم الطلبات والنماذج التي لا تحتاج سوى نظام أليكتروني يوفر الوقت والجهد والمال , ويحفظ المعاملة من الضياع المتكرر .. يكفي أن يشعر الانسان بالمعاناة وهو يحاول الاتصال على أحد الهواتف المنشورة مسبقاً في الموقع أو المحفوظة في جواله من معاملة سابقة ليتفاجأ بإحدى ثلاث :

1. إما أن التحويلة “خاطئة” بسبب نقل الموظف إلى قسم آخر – وهذا التنقل بين الموظفين أمر اعتدنا عليه كثيراً في الملحقية ..

2. وإما أن لا تجد من يجيب على التحويلة فتضطر للانتظار حتى يتكرم مأمور السنترال بالرد على الهاتف , وهذا يعني انتظار لا يقل عن (30 دقيقة) في أحسن حالات السنترال ..

3. الاحتمال الأضعف جداً أن تجد الموظف المطلوب بنفس التحويلة , وأن يتم الرد على اتصالك مباشرة .. هذه أشبه بمعجزة

يكفي أن يعرف الانسان مدى التخلف الاداري الذي تعيشه الملحقية حينما تتفاجأ بأنه لا يوجد نظام مركزي يجمع كل أقسام الملحقية , وينبغي عليك أن تترك صورة من جواز سفرك وجواز سفر المرافق وصورة التأشيرة لكما , وصورة بطاقة الأحوال , وكرت العائلة – هذه الطلبات وزعت منها ما يقارب 5 أو 6 نسخ في أول وصول لي للملحقية , لأن كل قسم يطلب نفس الأوراق في كل مرة ..

مؤلم أن تستمر المعاناة لنا كطلاب نحتاج أحياناً للغياب عن بعض المحاضرات لكي نتابع معاملة مهمة في الملحقية في الوقت الذي نجد فيه كل أنواع التسهيل من باقي الشركات , والتي تستطيع أن تطلب منها كل ما تحتاجه عن طريق (الانترنت) ..

مارست الاسقاط في هذه التدوينة على (الملحقية الثقافية) باعتبارها كيان معروف , والأضواء مسلطة عليه من كل جانب , وهو أولى من الأفراد فيما يتعلق بالتأثر الايجابي من المحيط الذي تعيش فيه , وأولى من ينبغي أن نرى منها الاستفادة من البيئة المجاورة , أما فيما يتعلق بالأفراد فربما يكون الحديث في مشاهدات لاحقة ..

كونوا بالقرب دوماً ,,

تدوين على حائط الزمن ..

28/10/2009

I_miss_you_already_by_theymakestars

مللت من كثرة الانقطاع ..

وأظنكم مللتم من كثرة التوقفات , أو هكذا استشفيت من آراء بعض زوار المدونة الذين أكرموني بآرائهم قبل افتتاح المدونة ..
للأسف أن غالبية التوقفات لم يكن لي فيها ناقة ولا جمل , وإنما كانت بسبب مشاكل تقنية , زادها ربما جهلي بالتعقيدات التقنية , وحتى لا أتهم نفسي فقط إيماني بمبدأ التخصص كان له دور في الموضوع , فالقضايا التقنية تسبب لي الصداع بكونها مجال بيني وبينه عداوة قديمة بسبب مادة (الجافا ICS 102) يوم أن كنت طالباً في قسم نظم المعلومات الادارية بالجامعة قبل أن يمن الله علي بنعمة تغيير التخصص للتسويق , واعتمادي الكلي على أشخاص فضلاء أتعبتهم بكثرة ملاحقتي لهم بالطلبات والأسئلة ..
كنت مكتفي بما لا يعذر أحد بجهله في لوحة التحكم الرئيسية بالمدونة , أما ما سوى ذلك فكان كبحر لا أجيد السباحة فيه , ويبدو أنني كنت مخطئاً بعض الشيء , فكل المشاكل كانت تأتيني من الخطوط الخلفية مما لا أحسن وصفه فضلاً عن حله أو تداركه ..

كانت القاصمة في ضياع الدومين وكل التدوينات السابقة بتعليقاتها .. لازال هناك بصيص أمل لاسترجاعها لكني أقنع نفسي بغير ذلك , لأن مجرد تذكر صدمة الخبر يصيبني بقهر نفسي رهيب , ومالنا غير نقول : الله يعوضنا خير ..

كان الخيار الأخير كما ترون “مدونة مجانية” أستطيع من خلالها السيطرة على المدخلات والمخرجات دون الحاجة لأن أزعج الباقين بطلباتي ..
يسائلني الكثير عن الدومين القديم (leader2022.com) والقصة أن مالك الدومين قد عرضه بـ 5000 دولار عن طريق موقع (sedo.com), وحتى (يصدي) عنده قد أعود لمفاوضته بعد فترة , وثقوا أني لن أعود إلا وإدارة المدونة كاملة تحت سيطرتي أو أن يقدم لي الشخص المسؤول عن الموقع ضمانات كافية حتى لا تضيع ذكرياتي وتدويناتي وتعليقات المتابعين لي هباء منثورا ..

الحمدلله على كل حال ..

اليوم أعود من جديد لأنني أؤمن أن التدوين أداة للتغيير سيأتي اليوم الذي يفرض فيه كلمته ..
وأؤمن أن في التدوين مستقبل مشرق للأفكار البناءة والمشاريع الهادفة الذي سيكون هو نقطة إلتقائها , والمصب الذي تتوارد إليه الينابيع وتتفرع عنه ..
وأؤمن بأن التدوين مكان صحي وملائم لنقاش الأفكار والأطروحات مهما بلغت حدتها أو عنفوانها بعيداً عن السراديب المغلقة والجيوب الخفية ..
وأؤمن أن التدوين وسيلة مشروعة ينبغي أن ندافع عن حقنا فيها جميعاً لابداء الرأي حول كل ما يمس حاضرنا ومستقبلنا على المستوى الفردي والجماعي ..
أؤمن أن الانسان كامل الارادة , المحب لوطنه , لابد أن يكون مشاركاً بالنقد تارة , وبالاشادة تارة , بالتأييد تارة , وبالاحتجاج تارة أخرى , وبين هذا وذاك تكون رؤيته البعيدة (وطن أجمل) يحترم الانسان , ويحترم حقه في العيش بسلام وحرية وكرامة فوق الأرض التي يحبها ويعشقها ..

أؤمن أنكم أيها المدونون والمدونات مصابيح هدى ومشاعل نور , وحتماً ستضيئون الطريق لجيلكم وللأجيال التي بعدكم لأنكم “حملة النور” ..

يشرفني أنني بينكم ..


مصدر الصورة